عطلة نهاية أسبوع مليئة بالمغامرة على أبواب الصحراء
هل تريد أن تنطلق في رحلة على الكثبان الرملية والاستجمام وسط الواحات الرائعة؟ الوجهة المناسبة لك أرفود، أحد بوابات الصحراء. بفضل الثروة الجيولوجية الاستثنائية التي تزخر بها، فالمنطقة ستسعد كثيرا عشاق الاكتشافات غير العادية. أما عشاق علم المستحثات والأحافير، صغارا كانوا أو كبارا، فعليهم أن يأخذوا الطريق نحو أرفود لمشاهدة مستحثات وحفريات بحرية غريبة يعود عمرها إلى حوالي 400 مليون سنة.
من أجل الاستمتاع بقضاء عطلة نهاية الأسبوع، اذهب إذن لاكتشاف المناظر البانورامية وثقافة منطقة أرفود التي تعتبر مفترق طرق الحضارات القديمة. يمكن للرياضيين بدورهم الاستمتاع بممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة والأنشطة الأصلية، مثل التزلج على الرمال. إنها لحظات مميزة حقيقية ستعيشها هنا رفقة العائلة أو مع الأصدقاء.
بعد اجتياز البوابة الأثرية لأرفود، توجه إلى الأسواق لأجل الاستمتاع بأجواء هذه الأماكن و شراء ما تحتاجه. ستجد في مختلف المحلات التي توجد بها ما يكفيك كي تملأ حقيبة التسوق تقليدية الصنع التي يتم إعدادها بنسج أوراق النخيل فيما بينها. ثم توجه بعد هذه الجولة للاستمتاع بإطلالة بانورامية جميلة في برج إيست (برج الشرق) الذي يظهر بارزا على المدينة وبستانها من النخيل. يقع البرج في منطقة تبعد بكيلومترات قليلة عن مركز أرفود، على الطريق الذي يربطها بمرزوكة، وتتيح لك هذه القلعة إمكانية الاستمتاع برؤية القصور المحيطة بالمكان والكثبان الرملية الأولى المجاورة لها.
يقع بستان نخيل تيزيمي على بعد حوالي عشرة كيلومترات من أرفود ويمتد على مساحة شاسعة جدا على طول نهر زيز ونهر غريس. تضم هذه الواحة قصر جرانة الذي بني من التراب وفق الشكل النموذجي للمنطقة، فيما تم إعادة تأهيله سنة 2002. توقف في منبع عين العاطي التي تتواجد على الضفة اليمنى لوادي زيز، في نقطة تبعد بـ25 كيلومترا شمال أرفود، وهي نقطة مياه في وسط الصحراء يصل ارتفاع نفاثة مياهها إلى عدة أمتار.
ستتاح لك الفرصة حينما تكون متجها نحو الراشدية لزيارة العديد من المناجم الأحفورية. هذا هو المكان المثالي لاكتشاف الأشغال المرتبطة بالأحجار المتحجرة عند المرور من مختلف ورشات التصنيع التي تتواجد بالمنطقة. ضع في حسبانك بعد ذلك التوقف للحظات في قصر المعاضيد الذي يعتبر أحد أجمل الأماكن في منطقة تافيلالت. يتميز القصر بجدرانه العالية وبواباته الضخمة، حيث تغري هندسته المعمارية الزوار وتعجبهم براعتها. عند منتصف الطريق بين أرفود والراشدية، استمتع باستراحة ممتعة في العين الزرقاء بمسكي. تعتبر هذه الواحة مكانا مثاليًا للاسترخاء والاستجمام، حيث تزخر بنباتات غنية وحوض طبيعي للسباحة.
لا تفوت: بعد تجاوز موقع واحة الجرف (التي تبعد بـ30 دقيقة من أرفود) بقليل، ستتاح لك الفرصة هذه المرة للتنزه تحت الأرض. توجد عدد من آبار الخطارات التي يمكن أن يصل عمق بعضها إلى مئة متر. والخطارات هي نظام قديم جدا للسقي يوفر إمكانية الوصول إلى موقع للعروض ويبلغ طوله عدة كيلومترات.
إذا كنت تهوى الانتعاش وتحب النخيل، فالوجهة الآن هي جنوب أرفود لاكتشاف روعة وجمال حقول النخيل بتافيلالت والمناظر الخلابة للرق التي تحبس الأنفاس. وأنت على الطريق الصحراوي، ستمر بمنطقة الريصاني التي تعتبر محطة توقف هامة لا ينبغي تفويتها في المنطقة، توجد بها مواقع تاريخية وعمرانية هامة، مثل قصر مولاي إسماعيل الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر، ثم قصر عابر الذي تم تشييده خلال نهاية القرن التاسع عشر. يتعلق الأمر بمعلمتين تمثلان نموذج الهندسة العمرانية المحلية كما أنهما مثالان للتنظيم الاجتماعي الذي تتميز به المنطقة. ستشاهد في المنطقة المجاورة للريصاني مباشرة ما تبقى من مدينة سجلماسة التي تأسست في القرن الثامن، وكانت تعتبر من أهم مناطق عبور القوافل التي تربط مالي بالبحر الأبيض المتوسط. تحظى مدينتي سجلماسة والريصاني بمكانة بارزة في تاريخ المغرب لكونها مهدا للسلالة العلوية.
تتميز حجرة الدفن الواقعة في ضريح مولاي علي الشريف بجمالها البارع، وقد خضعت لإعادة الترميم والتهيئة في سنوات التسعينيات. يتواجد قصر الفداء على بعد بضعة كيلومترات فقط من الريصاني، وهو موقع يستحق القيام بجولة فيه. يعود تاريخ هذه القصبة العلوية الضخمة إلى منتصف القرن التاسع عشر، وتضم داخل أسوارها متحفًا سيمكنك من معرفة المزيد والاطلاع على تفاصيل الحياة اليومية في هذه المنطقة خلال ذلك العهد.
لا تفوت: إذا كانت زيارتك للمنطقة يوم الثلاثاء أو الخميس أو الأحد، فليكن في علمك أن هذه الأيام تشهد عقد سوق الريصاني الذي يحظى في المنطقة بشعبية كبيرة، وخاصة السوق الخاص بالماشية.
يعتبر السفر إلى منطقة تافيلالت فرصة للتعرف على واحدة من أقدم أنظمة الريّ في المغرب، فالخطارات بمثابة تراث حقيقي لا مادي لعبت بالفعل أدوارا أساسية هامة على مر قرون من الزمن. يبرز هذا النظام حنكة الأجداد وعبقريتهم في تصريف المياه الجوفية، حيث شكلوا شبكة رائعة من الأحواض الجوفية التي تمتد لمئات الكيلومترات. لا تزال حوالي 250 خطارة قيد الاشتغال في وقتنا الحالي، حيث خضعت للصيانة وتشارك في ري وسقي المحاصيل والحقول الزراعية بالمنطقة. فعلى طول الطريق المؤدية من أرفود إلى تنجداد، راقب التلال الشاهقة المكونة من التربة الجافة والتي تدل على وجود خطارات بالمكان، ثم اطلب من أحد المرشدين المعتمدين أن يساعدك على زيارة “الخطارة” التي تتميز بالأمان.
إذا كنت تشعر بأن الصحراء تناديك لاكتشاف المزيد، فخذ الطريق نحو مرزوكة! فهذه المنطقة المتميزة بكثبانها التي يمكن أن يصل ارتفاعها أحيانا إلى 170 مترًا، تعرض نفسها للذين يرغبون في الاستمتاع بمباهج الصحراء وجمالها. تعتبر مرزوكة نقطة انطلاق رحلات فوق ظهر الجمال على طول الكثبان الرملية لعرق الشبي، كما تزخر بالعديد من أماكن الإقامة المؤقتة التي توفر الظروف المواتية لقضاء ليلة مميزة وسط الصحراء والاستمتاع بلحظات شروق الشمس في أجواء فريدة من نوعها. يمكنك أيضا ممارسة العديد من الأنشطة، بما في ذلك ركوب دراجات الكواد الرباعية أو التزلج على الرمال أو ركوب الجمال. لا تفوت أثناء المرور بالمنطقة الذهاب إلى بحيرة ضاية السريج التي تسمى بـ“بحيرة طيور النحام الوردية”، والتي تشتهر بتنوعها البيولوجي الرائع. هناك واحات، قصور وقرى نموذجية بالقرب من مرزوكة تنتظرك لاكتشافها خلال هذه الجولة. فدع لنفسك الفرصة كي تتفاجأ وتستمتع بجمال المناظر الطبيعية والتجارب المليئة بالأحاسيس الجميلة التي ستعيشها هناك.