استرخ واستكشف الطبيعة خلال عطلة نهاية الأسبوع
هل تبحث عن وجهة للاسترخاء والمتعة بين البحر والجبال؟ الوجهة المناسبة لك هي الناظور التي تزخر بمساحات شاسعة من رمال ناعمة ومناظر طبيعية خضراء ستمكنك من الانغماس وسط الطبيعة. تقع الناظور في الشمال الشرقي للمملكة، وقد تمكنت هذه المدينة التي تتميز بالديناميكية والحيوية من تعزيز تراثها الطبيعي لتصبح اليوم وجهة مثالية للذين يبحثون عن الراحة والاكتشافات. يوجد على رأس أفضل الأماكن التي تزخر بها الناظور منتزه مارتشيكا الطبيعي، مشروع رائد يمتد على فضاء بحري تبلغ مساحته 25 كيلومترا، ما جعل منها واحدة من أهم وأجمل الخلجان في البحر الأبيض المتوسط. تتميز الناظور كذلك بمناخها المتوسطي والحياة العذبة والهادئة، إنها وجهة تستحق زيارتها على طول السنة.
أفضل مكان لتبدأ منه جولتك في الناظور هو قبالة مجسم “أحب الناظور” (I love Nador) الذي يتواجد في ضواحي المدينة. إنطلاقا من هذا المكان، توجه إلى منطقة الكورنيش التي تمتد على طول بحيرة الشهيرة لهذه المدينة. وأنت تسير في المكان للاستمتاع بمنظر البحر، توجه إلى ميناء الصيد والمارينا. ستكتشف قوارب تقليدية مركونة إلى جانب سفن وقوارب حديثة سريعة.
بعد التنزه على طول الرصيف، توجه لاكتشاف قلب المدينة. للقيام بذلك، توجه إلى سوق أولاد ميمون الذي يحظى بشعبية كبيرة، شأنه في ذلك شأن سوق المركب، حيث يمكنك الاستمتاع بمجموعة من النكهات، الروائح والألوان وأنت تتجول بين أزقتها التي تتميز بالحيوية وكثرة الناس. هنا يمكن اكتشاف بهارات ومنتجات حرفية محلية الصنع، مثل زرابي الصوف لمنطقة بني بويحيى الشاهدة على الخبرة الاستثنائية التي يتميز بها القدماء. كما نجح حرفيو الناظور أيضا بالتفوق في صناعة المنتجات الجلدية وشبكة السلال التقليدية (الحصير، السلال والمواد المزخرفة).
إذا كنت من عشاق الأعمال الخزفية، فما عليك سوى الذهاب إلى منطقة بني سيدل المشهورة بصناعة الفخار والمتميزة أيضا بأشكال الوشم التي تضعها النساء. ويشهد على تواجد المعادن بكثرة في الماضي بمنطقة الناظور، حرف الاشتغال على الحديد التي ما تزال حية إلى يومنا هذا، خصوصا بجماعة إيحدادن. تعنى هذه الكلمة “الحدادين” في اللغة الريفية بحيث ما يزال عدد كبير من الحرفيين في هذه المنطقة يشتغلون على المعادن ويبدعون فيها بشكل كبير.
من يذكر الناظور، لابد وأن يذكر معها ساعات طويلة من الاستجمام أمام البحر. ولعل من أشهر شواطئها شواطئ قرية أركمان، بوقيرونيسا، تيبودا وكاب دولو (رأس الماء). للاستمتاع أكثر بجمال المنطقة الساحلية، اسلك الطريق المدارية المجاورة للبحر الأبيض المتوسط . بعد حوالي ساعة ونصف من السير، توقف عند ميناء الصيد الساحر لـرأس كبدانة. أعد هذا الميناء على بعد حوالي 400 متر شرق النقطة الصخرية لمنطقة رأس الماء، ويتخصص في صيد الأسماك وركوب القوارب. تم تشييده عام 1979، ويتميز بالشكل الساحري الذي تكونه فيه القوارب الصغيرة وشبكات الصيد متعددة الألوان. على بعد كيلومترات قليلة منه، سيستمتع عشاق الطبيعة بنزهة في المحمية الطبيعية لملوية، حيث يعبر أحد أطول أنهار المملكة. وهو بمثابة جنة حقيقية للطيور المهاجرة ويوفر مشهدا جميلا للغاية للاستمتاع به رفقة العائلة. كما يمكنك أيضا اختيار التوجه إلى شاطئ تشارنا الذي يقع على بعد نحو ساعة بواسطة السيارة انطلاقا من الناظور، ويعتبر بالفعل شاطئ الأحلام بفضل مياهه الفيروزية المميزة. يقع هذا الساحل في منطقة طبيعية هادئة ومحمية، وينصح باستعمال سيارة رباعية الدفع لأجل التمكن من عبور الطريق الصخرية التي تؤدي إلى الشاطئ.
لا تفوت: لا تفوّت لحظة غروب شمس المساء من على الكورنيش بالجلوس في إحدى المطاعم التي تتميز بالحيوية والمطلة على البحر.
قم باكتشاف المناظر الطبيعية المدهشة جنوب الناظور! بينما تشق الطريق متوجها إلى مناجم سوتولازار، ستتعرف على تاريخ منطقة الناظور وماضيها الصناعي. لا تزال المنطقة إلى اليوم تضم بقايا رائعة من مستخلصات التعدين وأفران الصهر العالية جدا. تجول في هذا الموقع وستكون الصور التي ستلتقط فيه رائعة من دون أدنى شك. تابع سيرك بعد ذلك في الطريق حتى تقطع حوالي عشرة كيلومترات في الاتجاه المؤدي لـبحيرة ويكسان وجبل ويكسان المعروف أيضًا باسم “أوكسان”. يصل ارتفاعه 674 مترا ويوفر بذلك مناظر بانورامية رائعة، بالإضافة إلى كون الموقع يزخر بتنوع كبير وهائل. لا يزال عدد الناس الذين يترددون على المكان قليلا، لذلك يطبعه الهدوء الذي يوفر أجواء مناسبة للتخييم، المشي لمسافات طويلة أو مجرد التأمل في النباتات والحيوانات. ستتاح لك الفرصة أيضا لرؤية حوض مائي مدهش: “بركة الدم”، وهي عبارة عن حوض تجتمع فيه مياه ومستخلصات غسل مناجم الحديد القريبة من المكان، حيث تختلط بمياه الأمطار لتعطي منظرا مميزا لبحيرة لونها أحمر. بالاتجاه نحو الجنوب، يمكن لعشاق المناظر الطبيعية الخلابة التوجه إلى منطقة الدريوش للاستمتاع بالراحة المذهلة التي توفرها الهضبة المرتفعة لإشنيوان. بعبور الوديان العميقة، تنتهي المنطقة في جميع جوانبها بحواف غنية بدورها بتربة خصبة ذات اللونين الأحمر والبني.
لمواصلة استكشافك ساحل الناظور، توجه إلى شاطئ رأس المذرات الثلاث الذي يقع على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من وسط المدينة. للوصول إليه، اسلك الطريق المؤدية إلى ثغر مليلية وتوقف أولا للتنزه في غابة عبدونا-طريفة التي تمتد في الحيز الترابي لبلدة بني شيكر الريفية الواقعة على بعد 25 كيلومترا من الناظور. بعد قطع حوالي عشرين كيلومترا من الطريق من هذه الغابة، ستجد نفسك قد وصلت إلى شاطئ رأس المذرات الثلاث. مكان مثالي ورائع جدا للاستمتاع بعزلة تامة، حيث لا تزال هذه المنطقة تتميز بالعزلة كونها مناسبة تماما للتخييم وغير معروفة لدى الكثيرين. وهي مكان محمي بالنسبة للذين يرغبون في عيش تجربة مخالفة لأسلوب حياتهم الحالي! تبرز في هذا الموقع منارة يبلغ ارتفاعها 22 مترا ولا تزال قيد الاشتغال حتى يومنا هذا. ترسل هذه المعلمة منذ سنة 1909 إشارات ضوئية مرة كل 20 ثانية، حيث يمكن رؤيتها من مسافة تصل حتى 35 كيلومترا. بالقرب من هذا الشاطئ تتواجد قرية صغيرة تسمى تيبودا والتي توفر قوارب صغيرة خاصة بالصيد. إستمتع بأجواء أصيلة واجلس قبالة البحر وتذوق الأسماك. كل ذلك مع الخلفية المميزة التي تشكلها المياه في خليج مارتشيكا. من أجل اكتشاف المناطق المحيطة بشاطئ رأس المذرات الثلاث، تنزه خلال وقت المساء بالسير على الأقدام لمسارات تتخللها لحظات ممتعة من السباحة على شواطئ محمية مميزة للغاية. لا تتردد في ربط الاتصال بأحد المرشدين كي يطلعك على كل أسرار هذا المكان ويعرفك بالمزيد من المعلومات عن الثروة النباتية والحيوانية للمنطقة.
لا تفوت: بالنسبة لعشاق الآثار (وكذلك محبي الاستطلاع) فيمكنهم عبور البادية الخضراء المميزة لمنطقة الناظور للوصول إلى مغارة إفري نعمار. تم اكتشاف هذه الآثار من قبل عدد من الصيادين الذين يجمعون الثمار ويبحثون عن الطعام خلال عصور ما قبل التاريخ: لا تزال عدد من لوحات الكهوف وبقايا من عصر ما قبل التاريخ محفوظة هناك منذ ما يزيد عن 175 ألف عام!
تعال لتكتشف تراثًا طبيعيا استثنائيا! يمتد المنتزه الطبيعي لبحيرة مارتشيكا على مسافة 25 كيلومترا على طول ساحل المدينة، وهو موقع هام لا بد من زيارته في الناظور. صنفت البحيرة موقعا ذا أهمية بيولوجية وبيئية (SIBE) كما تم إدراجها في قائمة رامسار للأراضي الرطبة، كون أكثر من 100 نوع من الطيور المهاجرة والمعششة تتخذ البحيرة موطنا لها. ستتاح لك الفرصة من دون شك لتلاحظ وتستمتع بهذه الطيور أثناء التنزه بالمسارات الممتدة على طول البحيرة. أعطيت الانطلاقة في سنة 2008 لمخطط كبير لتطوير البحيرة وتنميتها يرمي حماية هذه المؤهلات البيئية والبيولوجية والاستفادة منها على أفضل وجه. وقد تم الشروع في هذا المشروع بتنقية عميقة للبحيرة وتشييد مركبات وتجمعات سكنية ومؤسسات فندقية مدمجة في البيئة. علاوة على ذلك، سيسمح إنشاء حديقة الطيور في أحواض البحيرة للزوار بالاستمتاع بالتنوع البيولوجي الكامل الذي يزخر به هذا الموقع وتقديره. يهدف هذا المشروع الذي يكتسي طابعاتعليميا وعلميا إلى الارتقاء بحدائق الطيورإلى مركز الصدارة على مستوى الفضاء المتوسطي.
تقع مدينة الحسيمة على بعد ساعتين من السير عبر السيارة من الناظور، وهي محطة سياحية مثالية ستدفعك لتمديد إقامتك وعطلتك الممتعة بين البحر والطبيعة. تزخر المدينة بمناظر بانورامية جميلة على البحر الأبيض المتوسط، وتتواجد بها واحدة من أجمل الشواطئ في المملكة: شاطئ ماتاديرو، إضافة إلى سواحل أخرى تنافس هذا الأخير في الروعة والجمال. بالإضافة إلى مياهها الصافية، تضم منطقة الحسيمة أهم ثروة منطقة محمية في الساحل المتوسطي المغربي. تم إنشاء المنتزه الوطني للحسيمة سنة 2004 ويغطي مساحة تقدر بـ48460 هكتارا، منها 19000 في المجال البحري. يوجد في هذا الموقع ما لا يقل عن 110 نوع من النباتات والأشجار المختلفة، منها: الأرز، الصنوبر الحلبي، الخروب، النخيل القزم والعناب البري. ربما ستكتشف خلال جولتك بالمنطقة العقاب، وهو نوع من الطيور المهددة بالانقراض، إضافة إلى الدلفين أو أسد البحرالمهدد بدوره بالانقراض على المستوى الدولي.