48 ساعة في العيون،
أنشطة، ثقافة واسترخاء خلال عطلة نهاية أسبوع

توجه بعد ذلك إلى كاتدرائية القديس فرنسيس الأسيزي التي يطلق عليها السكان المحليون اسم “الكنيسة الإسبانية”. يعود بناؤها إلى سنة 1954، ويتناسب لونها الأحمر/الأصفر وانحناءات قببها تماما مع التهيئة الحضرية للمدينة. تحيط بالكنيسة حديقة يمكنك التوقف فيها لقضاء فسحة منعشة حول نافورتها. ثم واصل رحلتك بعد ذلك على طول شارع الحسن الثاني حتى تصل إلى سوق الجمال. يمتد هذا السوق الضخم المغطى على مساحة تزيد عن 7000 متر مربع. تم تحديثه سنة 2019، بفضل خطة استثمارية كبيرة مكّنت مسيري المدينة من تطوير سوق حديث خاص بالمواشي لأجل تشجيع القطاع وتعزيز الاقتصاد المحلي.

إذا كنت تشعر بقليل من الجوع، فتوجه إلى سوق السمك بالعيون الذي يقع قريبا من المكان، حيث ستجد فيه بلا شك كل ما تبحث عنه.

واصل رحلة التنزه في أسواق المدينة خلال فترة ما بعد الظهيرة. سواء توجهت إلى سوق سكيكيمة أو إلى سوق الجمال، فستجد هناك العديد من الحاجيات اليدوية ومختلف أنواع الملابس التقليدية، وخصوصا الدّراعية التقليدية (بالنسبة للرجال) والملحفة (بالنسبة للنساء)، وكذلك الملابس الخاصة بالمنطقة وأيضا تلك المصنوعة من الأثواب متعددة الألوان التي تحمي من الحرارة.

كما تشتهر المنطقة بشكل خاص بدباغة جلود الحيوانات (الجمل، الماعز والأغنام) والاشتغال على شعر الخيول. سيجد عشاق الجلود المصنوعة يدويا ضالتهم في المدينة بفضل العرض الكبير من المحافظ، الصناديق، العلب، الوسائد والحقائب التي تتوفر عليها العيون.

شاهد المزيد

تابع سيرك بعد الانتهاء من التسوق نحو ساحة المشور التي تعتبر قلب مركز المدينة الذي لا يمكن التخلي عن زيارته. تصطف على جنبات هذه الساحة الدائرية الكبيرة أشجار النخيل فيما تتواجد أربعة مباني في كل نقطة من نقاطها الأساسية. يحب أهل العيون الالتقاء هناك والجلوس على أحد مقاعد الساحة العديدة للدردشة وتبادل أطراف الحديث. توجه بعدها إلى المسجد الكبير مولاي عبد العزيز – الذي سمّي على اسم الملك العلوي – لمشاهدة مئذنته الرائعة المغطاة بالزليج. وهو أطول بناية في المدينة، يعكس المعمار المغربي الحديث، فيما يتناسب لونه الأحمر الناعم بشكل متناغم مع لون المدينة. عند حلول فترة المساء، اجلس في أحد شرفات المقاهي في المدينة لتذوق الشاي الصحراوي النموذجي وفق طقوس “نظرية الجيمات الثلاث” (3 ج): الجماعة التي تدل على وجوب احتساء الشاي جماعة وتبادل أطراف الحديث أثناءه، الجر، ومعناه أن تحضير هذا الشاي يتطلب وقتا طويلا، ثم الجمر الذي يشير إلى أن الشاي يجب أن يطبخ بتريث فوق نار الفحم التقليدية.

تعتبر المطاعم التي تصطف على الميناء أفضل مكان لتجلس فيه عندما يحين وقت الغداء، وفيها ستتذوق أسماك طازجة طرية (سمك القاروس، بونيتو ​، كروكر وأمبرين) وأنت تستمتع بمشاهدة القوارب في ذهاب وإياب. توجه بعد ذلك ناحية الشمال على طول الساحل إلى شاطئ فم الواد. هناك، يمكنك السباحة والاستفادة من دروس أولية في مجال الصيد بواسطة القبض على الأسماك أو الصيد بالحبل بفضل نصائح مرشدك.

استأنف رحلتك عبر السير على طول المسار الساحلي المؤدي باتجاه مدينة طرفاية، حتى تصل إلى منطقة أمكريو. تشتهر قرية الصيد هذه أساسا بجمع الأعشاب البحرية، وتقع على بعد حوالي ستين كيلومترا شمال العيون. يوفر شاطئها الذي يمتد لحوالي عشرة كيلومترات مناظر بانورامية ساحرة تمتد بين البحر والصحراء. ستستمتع فيها من دون شك بلحظة حقيقية من الهدوء، بفضل الكثبان الرملية المتواجدة خلفك وأنت تضع أقدامك وسط الماء.