
فسحة ساحلية وثقافية بالمدينة العتيقة للعرائش
مرورا عبر السوق الصغير ناحية الشمال باتجاه الميناء، وبعد التغلغل في الأزقة والنزول عبر السلالم متجاوزا بذلك المسجد الكبير، واصل طريقك بتتبع مجرى الوادي حتى تصل بويرتا ديل مار (باب البحر) التي ستمكنك من الولوج إلى حديقة البرج ، وهي عبارة عن رصيف سابق تم تشييده في عهد الحماية. في نفس المكان، توجد الزاوية الناصرية، و أيضا مسجد المصبانية في الناحية التي تؤدي تجاه البحر. أما في ناحية الشرق، فستمر بجوار الحي اليهودي القديم الذي يشتهر ببيوت جميلة بشرفاتها الكبيرة، حيث بإمكانك التنزه في الترسانة التي لاتزال قائمة إلى حدود اليوم. تعتبر ساحة المخزن الواقعة بمحاذاة الكازار مكانا تاريخيا عريقا ومعلمة من معالم المدينة، والتي تلتف حولها عدد من البنايات، أهمها الكازار البدائي ببرج تعلوه ساعة على النمط العربي الحديث، ومقر القيادة العسكرية الذي تحول اليوم إلى معهد للموسيقى. بالقرب من هذا الأخير، يوجد أيضا قصر اللقلاق الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، حيث تم بناؤه من طرف السعديين.
استرح قليلا قبل الانطلاق مجددا في رحلة استكشاف سحر هذه المدينة وفك لغز أسرارها. تعتبر زيارة حديقة هيسبيريديس ضرورية لا ينبغي تفويتها. تم بناء هذه الحديقة العمومية في عشرينيات القرن الماضي لسد الفجوة التي كانت تحيط حينها بحصن اللقلاق. وقد سميت الحديقة بهذا الاسم تيمنا بنظيرتها التي كانت توجد في أزمنة قديمة بمحاذاة مدينة ليكسوس الأثرية. وكانت حراسة المدخل الرئيسي للحديقة يؤمنها أسدان تم جلبهما من إيطاليا في عهد السلطان مولاي عبد العزيز سنة 1908، وقد بقيا لمدة طويلة في الميناء إلى أن تم إنشاء هذه الحديقة النباتية. أما في الواجهة المقابلة لبنايات ساحة المخزن، وبالضبط على حافة التل المطل على الميناء، فيوجد برج اليهودي الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، وكان في السابق برجا دفاعيا كونه يتميز بدرع يرمز لسلالة آل النمسا. ويضم البرج حاليا متحفا أثريا يمكنك زيارته أيضا أثناء الإقامة بالعرائش.
على الجانب الآخر من نهر لوكوس ناحية الشمال، وبعد تجاوز جدار كسر الأمواج بالقرب من الميناء، ستجد نفسك أمام شاطئ العرائش الساحر، المعروف كذلك باسم بيليكروسا (الخطيرة) أو رأس الرمل. وهو عبارة عن شاطئ يمتد لكيلومترات عديدة. يعتبر هذا الساحل المكان المثالي للاستمتاع بيوم كامل على جانب البحر. وتوجد في محيط العرائش شواطئ أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، مثل شاطئ سيدي بوقصيبات، الذي يتواجد بين الكثبان الرملية والغابة المتوسطية التي يغطيها السنديان الأخضر والفليني. وهو شاطئ يمكنك ولوجه عبر سلك طرق غير معبدة انطلاقا من موقع ثكنات الفيلق الإسباني السابقة، والواقعة على بعد 3,6 كلم من قرية سوق خميس الساحل. يمكنك اختيار قضاء يوم كامل في شاطئ رضا الواقع عند مصب واد صغير والذي تحيط به بدوره كتبان رملية، حيث يمتد إلى أن يلتقي بشاطئ سيدي مغايت الشهير. تتواجد بين هذين الشاطئين الواقعين في جنوب العرائش، مجموعة من الشواطئ التي تعتبر سواحل صعبة الوصول إليها. أما إذا عرجت على قرية دوار أولاد صخار، فسترى أمام عينيك مساحة شاسعة من الكثبان الرملية تنتهي عند شاطئ يتميز بمنحدرات صخرية يطلق عليه سكان المنطقة اسم الشاطئ “المنعزل”، وهو شاطئ على شاكلة الشواطئ المرسومة على البطاقات البريدية.