وجهة بحرية جميلة، بين الترفيه والاكتشافات
هل تحلم بعطلة بجوار البحر الأبيض المتوسط؟ هل تحتاج للراحة والاسترخاء رفقة العائلة أو بصحبة الأصدقاء و ممارسة عدد من الأنشطة في عرض البحر؟ تنتظرك في السعيدية رمال ناعمة ومياه نقية رائعة وطبيعة خضراء. إنها مدينة تتوفر فيها كافة الظروف المناسبة لقضاء عطلة نهاية أسبوع في أجواء ممتعة للغاية.
يعود بناء القصبة التي تشتهر بها المنطقة إلى القرن التاسع عشر ويمكنك التنزه داخلها على إيقاع موسيقى الركادة، وإذا كنت من محبي الرياضة أو الاسترخاء أو الترفيه في الطبيعة والشواطئ المعزولة، فسوف تكتشف منطقة لها عدة أوجه ستبهرك من دون شك بتنوع المناظر الطبيعية التي تزخر بها والأنشطة المختلفة التي يمكن القيام بها والتي لن تنساها أبدا.
ما إن يتم ذكر منطقة السعيدية إلا ويذكر معها مباشرة بحر الأبيض المتوسط! لذلك يستحيل بدء هذا اليوم الأول من رحلتك دون الذهاب في رحلة إلى الشاطئ، الذي يتميز برمال ناعمة ذات لون بيض جميل وماء أزرق بلوري. إنه الفضاء المثالي لمحبي المشي على الأقدام لمسافات طويلة، أو للذين يرغبون في ممارسة الرياضات على الرمال. تتيح العديد من البنيات التحتية التي شيدت على خليج بحر السعيدية فرصة الاستمتاع بالراحة بشكل جيد لأوقات طويلة، حيث يمكن للزوار استئجار كراسي للاستلقاء عليها تحت المظلات الواقية من الشمس مع تناول وجبات خفيفة في عين المكان… وسيمكنك هذا المكان من الاستمتاع بإحساس ممتع مفعم بالاسترخاء والهدوء الذي لا تكسره سوى أصوات الأمواج المتلاطمة حيث تسمعها وتستمتع بمشاهدها وأنت مستلق تحت أشعة الشمس.
بعد فترة الزوال، يمكنك الخروج في رحلة عبر البحر لاستكشاف ساحل السعيدية وشواطئها المعزولة والجزر المجاورة لها. ينصح باستئجار جيت سكي (jetski) من ميناء المدينة أو واحدة من القوارب ذات المحركات أو من المراكب الشراعية أو قارب صغير. وإذا كنت تفضل أن تستفيد من الإرشادات والحصول على معلومات حول المنطقة أثناء الرحلة، فعليك بالالتحاق بالرحلات التي يتم تنظيمها بشكل جماعي وتنطلق من مارينا. أما إذا كنت ترغب في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية المحيطة بالمنطقة، فندعوك لتجربة التزلج الهوائي لوحدك أو صحبة شخص آخر، حيث بإمكانك التحليق فوق الماء عبر الإمساك بمظلة تجرها باخرة صغيرة أو قارب يتحرك فوق الماء في مشهد رائع للغاية.
ستكون هذه الفترة المسائية وأنت في عرض البحر فرصة أيضا لخوض تجربة ركوب أنبوب العوامة أو اختبار ركوب فليفيش (وهو عوامة تطير في ارتفاع قد يصل حتى 40 مترًا). المكان سيضمن لك لحظات مفعمة بالمغامرة والضحك بصحبة أسرتك.
قبل حلول الليل، يمكنك التنزه والتجول على طول كورنيش السعيدية للاستمتاع برؤية لحظات غروب الشمس بالمنطقة. بعد ذلك يمكنك ركوب القطار الصغير الذي سيأخذك إلى المرسى عبر أزقة المدينة القديمة. هناك، يمكنك الاستمتاع بأمسية مليئة بالمرح والنشاط في أحد المطاعم التي تطل على البحر وتوفر الاسترخاء والاستراحة على أنغام موسيقى الركادة الشعبية التي تشتهر بها المنطقة. ولتكتمل أجواء هذه الجولة المميزة، قوموا بزيارة المرسى لمشاهدة أعداد اليخت والمراكب الشراعية التي تركن فيه بعد العودة من جولاتها في عرض البحر.
في صباح اليوم الموالي، يمكنك التوجه إلى منطقة راس الما، التي لا تبتعد عن السعيدية سوى بـ12 كيلومترًا في الطريق نحو الناظور. تطل قرية راس الما على جرف يسمى “قمقوم الباز”، وتمتاز بإطلالة بانورامية شاملة على ساحل البحر.هناك سوف تكتشف أيضا شاطئا رائعا تحده الكثبان الرملية المميزة و تنمو بجانبه العديد من أشجار الكالبتوس. يعتبر هذا الشاطئ وجهة مهمة للغاية وتحظى المنطقة بتقدير وإعجاب خاص من قبل العائلات نظرا للهدوء الذي تمتاز به.
أما في حالة ما إذا كنت من عشاق الغطس، فلا تنس أن تأخذ معك لباس القناع الحامي وأنبوب التنفس، بحيث يمكنك اكتشاف الأنواع البحرية التي تعيش في الماء في هذه المنطقة من الشاطئ. وعند وصول موعد الغداء، يمكنك التوقف بواحدة من محطات الاستراحة العديدة في القرية لتذوق أطباق الطاجين المتنوعة وأكلات الأسماك المختلفة التي تقدمها، وكذلك الأكلات البحرية الأخرى الطازجة التي يتم اصطيادها في الصباح من قبل عدد من الصيادين المحليين. ثم تابع بعد ذلك السير في الطريق الساحلية للعودة إلى السعيدية دون أن تنس المرور بمصب نهر ملوية لتكتشف هناك عددا من طيور النحام وردية اللون وكذا الطيور المهاجرة.
خلال فترة ما بعد الزوال، امنح لنفسك، سواء كنت برفقة عائلتك أو مع الأصدقاء، متعة قضاء فترة استراحة حقيقية تجمع بين الاسترخاء والترفيه في مركب السعيدية للألعاب المائية، والذي يمتد على مساحة 7 هكتارات في قلب المنتجع الساحلي. يتوفر هذا المركب على مسبح أمواج (يصل ارتفاعه إلى متر واحد)، سفينة قراصنة عملاقة و13 منزلقة، نهر بطيء لعشاق الأنهار الطويلة الهادئة طوله 650 مترا توجد به شلالات، و10 منزلقات ممتعة… في هذا المكان يوجد ما يناسب كل الأعمار والأذواق! سيكون المكان المناسب بالتأكيد للضحك وقضاء لحظات مرح وفرح.
لإنهاء جولتك في هذا اليوم، وإذا كنت ترغب في شراء بعض الحاجيات، فما عليك سوى التوجه إلى المدينة القديمة، حيث ستجد فيها مختلف المنتوجات المحلية يدوية الصنع بالإضافة إلى سوق أسبوعي يتم تنظيمه كل يوم الأحد في الهواء الطلق. أما إن كنت ترغب في اقتناء بعض الأشياء من المراكز والعلامات التجارية المعروفة، فتوجه إلى منطقة المارينا، حيث ستجد كل ما تحتاجه بين العديد من المتاجر والمحلات الموجودة في المول.
إذا كنت تحب الاستغوار أو تهتم بالاكتشافات العجيبة والغريبة، فستجد في المناطق القريبة من السعيدية العديد من الأماكن التي يزورها محبو الاستغوار. ولعل مغارة إفري أنمار من أهم هذه الأماكن. فهذا المكان عبارة عن كهف يعود تاريخه إلى عصور ما قبل التاريخ ويمتد عمقه لمسافة 6 أمتار، حيث يعتبر رمزا يشهد على ثراء الماضي الأثري لهذه المنطقة. ففي هذه المغارة، وجد باحثون آثارًا تعود للإنسان في عصور ما قبل التاريخ، حيث عاش في هذه الأماكن منذ ملايين السنين. أما مغارة غار الغولة، فتقع على ارتفاع يصل 986 مترًا، وامتدادها عميق في قلب جبال بني يزناسن. زيارتها ستكون بالنسبة لك استكشافا مدهشا للغاية إذ من شأنها أن تثير إعجاب كل أفراد الأسرة أيضا، لكن ينصح بأن يكون برفقتكم خلال الزيارة مرشد محلي معتمد.
اتجه في الطريق نحو مدينة بركان. تقع هذه الأخيرة على بعد حوالي عشرين كيلومترا جنوب السعيدية، وتتميز بركان وكذا المناطق المجاورة لها بالمناظر الطبيعية التي تستحق الاستكشاف. ابدأ يومك بالتوقف أولا لزيارة كنيسة القديسة أغنيس التي افتتحت سنة 1920، بغرض الاستمتاع قليلا بمشاهدة ألوانها والتماثيل العديدة بها. ويمكنك لاحقا الاتجاه لزيارة ضريح الولي الصالح سيدي أحمد أبركان الذي سميت المدينة باسمه.
وبعد تناول طبق من الخبيز أو الكابويا (اليقطين)، وكلاهما من أبرز الأكلات المحلية المعروفة بمدينة بركان، انطلق في جولتك لاكتشاف المنطقة وتوجه نحو الجنوب لزيارة المنتزه الطبيعي بني يزناسن، حيث يمكنك الاستمتاع برؤية قطيع الأغنام التي تصطف في منظر يسر الجميع، صغارا كانوا أو كبارا. توجد في نفس هذه السلسلة الجبلية قرية تافوغالت، التي تقع على ارتفاع 720 متر فوق مستوى سطح البحر. و يوجد بهذه المنطقة عدد كبير من الشلالات الرائعة، كما يمكنك أثناء التنزه الاستمتاع أيضا برؤية الضيعات والحقول الواسعة لأشجار فاكهة الزعرور (المزاح) وأشجار البرتقال التي تظهر على بعد مسافات طويلة بجانب وادي زكزل. أما بالنسبة لهواة تسلق الجبال، فيمكنهم تسلق مرتفعات جبل راس فورالت الذي يصل ارتفاعه 1532 مترا.