المتعة والاستجمام بين الواحة والصحراء
هل تبحث عن المغامرة و تغيير الأجواء؟ هل تريد اكتشاف أراضي غنية وسخية؟
تزخر أرفود بكل هذا وأكثر: مناظر بانورامية صحراوية تحبس الأنفاس، أنشطة رياضية ترفيهية، رواسب جيولوجية مذهلة، منتجات محلية فريدة، إضافة إلى تراثها الثقافي والحرفي الغني. تقع أرفود في قلب جهة درعة تافيلالت، وتُعرف بكونها عاصمة المغرب للتمور، بالإضافة إلى كونها نقطة انطلاق مميزة نحو الصحراء الكبرى.
تقع هذه المدينة في منطقة وادي زيز، على ارتفاع يصل 802 مترا، فيما يعود تأسيسها إلى سنة 1917. وقد استفادت كثيرا من موقعها الاستراتيجي الذي مكنها سابقا من أن تكون حصنا عسكريا الهدف منه هو مراقبة منطقة تافيلالت والسيطرة عليها. شهدت هذه البلدة الصغيرة على مرّ السنين تطورات هامة، بفضل تجارة الرخام والتمور التي تشتهر بجودتها على مستوى جميع أنحاء المملكة.
وتحتفل أرفود في شهر أكتوبر من كل سنة بنهاية موسم جني التمور، من خلال تنظيم مهرجان التمور الذي يمكن للزوار تذوق محصول السنة، مع الاستمتاع في الوقت نفسه بعروض ورقصات شعبية مميزة. أما في فصل الصيف، فتعيش بلدتي أرفود والريصاني على إيقاعات فن الملحون، إذ تشهد تنظيم مهرجان سجلماسة الفني. كما تزخر المنطقة بثروة جيولوجية رائعة بكل المقاييس، وقد تخصصت أيضا في عمل تتمين الأحجار والصخور المتحجرة. زيارة أرفود ستكون فرصة سعيدة للغاية بالنسبة لعشاق التاريخ وعلم الحفريات، حيث ستلبي رغباتهم كاملة.
تقع واحة فزنا بين أرفود و كلميمة، وستفاجئك كثيرا خلال اكتشاف الأعمال النحتية الثلاثة التي قام بها المهندس المعماري الألماني هانسورج فوت بين سنة 1980 وبدايات سنة الألفين. يعتبر “الدرج السماوي” بمثابة سلّم تم بناؤه في اتجاه السماء، حيث يرمز لمدى الارتباط والتلازم الذي يوجد بين ما هو جسدي وما هو نفسي. أما “اللولب الذهبي”، فهو عمل يبدو على شكل صدف. أخيرا، يتكون “حي الجبار” من سبعة أبراج كبيرة للمراقبة شيدت من طوب (تربة مدكوكة) وترمز إلى النجوم السبعة الرئيسية التي تكون كوكب الجبار. تفصل بين هذه الأعمال الثلاثة مسافة بضعة كيلومترات قليلة وتتواجد وسط مناظر طبيعية شبه صحراوية في سهل المرحة.
إذا كنت تحب اكتشاف أنماط جديدة من الطبخ، فتعال لتتذوق ما يقدمه مطبخ تافيلالت!
استقبل هذا المركز التجاري المحوري الذي كان يعتبر في السابق أحد البوابات نحو أفريقيا، العديد من الضيوف والزوار القادمين من كافة أنحاء قارة إفريقيا وأيضا من شبه الجزيرة العربية ومن أوروبا. ستتاح لك بلا شك أثناء إقامتك في أرفود الفرصة لتذوق بعض الأكلات المحلية التي تظهر جليا مدى تأثر المطبخ المحلي بهذا التاريخ، وأبرزها طبق الحريرة الفيلالية التي يتم إعدادها أساسا من الوركية (مجموعة متنوعة من الخضروات ذات أوراق كبيرة تشبه طعم الملفوف)، إضافة إلى السميد، الكرفس وبعض الأعشاب الطرية. وهناك أيضا طاجين لحم الغنم مع البامية (الملوخية).
كما تشتهر موائد الطعام في منطقة تافيلالت بأطباق الحمام التي يتم ملئ داخلها بالأعشاب ولحم الكفتة، وأيضا بدجاجها المحشو بالتمر واللوز. حين تكون شهيتك قليلة، فطبق المدفونة هو المناسب، وهو خبز محشو باللحم، اللوز المقشر، البصل، البيض، التوابل والقزبر، طبق آخر لا بد من تذوقه في هذه المنطقة.
كما يمكن لعشاق الحلويات أن يستمتعوا بألذ الأطباق التي يتم إعدادها من التمور، خصوصا: تحلاوت (المربى)، العصير والحلويات. فيما يتعلق بجانب المنتجات المحلية، فهناك العديد منها والتي تشتهر بها المنطقة، كالزيتون، العسل واللوز. تشتهر منطقة ألنيف التي تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر من أرفود بإنتاج الكمون.
تشتهر أرفود في جميع أنحاء المملكة بالثروة الكبيرة من المستحاثات والأحفورات التي تزخر بها والتي تعود إلى مئات الآلاف من السنين. كانت المنطقة تحتوي في عصور ما قبل التاريخ على بحر يسكنه عدد هائل جدا من الحيوانات والكائنات البحرية، وهو ما جعل من المنطقة في وقتنا الحالي متحفا ضخما لعلم الآثار والمستحثات في الهواء الطلق. كما يمكن أيضًا الاطلاع على هذا التراث الجيولوجي الذي يحظى بالإعجاب في المعارض التي تقام بأحد أكشاك الحفريات العديدة التي توجد في المنطقة. وتحظى هذه التربة الاستثنائية أيضا بتقدير خاص، حيث يتم الاحتفاء بها من خلال العديد من أشغال الرخام المتخصصة في استخراج وتلميع الصخور المتحجرة. يقوم الحرفيون بكل ثبر وأناة بنحت وتشكيل أحجار غير عادية يكونون منها عددا من الأشياء الموجهة للزخرفة، طاولات، موائد ومجوهرات. تعد محاجر الحجر الجيري (ذات قذائف أحفورية متحجرة) من أشهر وأبرز هذه الرواسب في المنطقة. تقع على بعد حوالي خمسة عشر كيلومترا من أرفود، حيث يتم فيها استخراج الرخام الأسود الرائع المرصع بأحافير يعود تاريخها إلى ما يقرب من 400 مليون عام.
تقع بحيرة ضاية السريج على بعد دقائق قليلة من منطقة مرزوكة، وتعد محطة توقف أساسية جدا لا ينبغي لعشاق عالم الطيور والتصوير تفويتها. ستتاح لك الفرصة في هذا الموقع لمشاهدة عدد من مختلف أنواع الطيور المهاجرة، أهمهما طيور النحام وردية اللون المهيبة. بفضل تواجد الكثبان الرملية في خلفيتها، فمنظر البحيرة يكون جميلا للغاية في أي وقت من ساعات اليوم، لكنها ستعجبك أكثر تلك اللقطات المذهلة التي توفرها لحظات غروب الشمس.