شاطئ، تراث وفروسية قبالة المحيط الأطلسي
هل تحلم باستراحة في مدينة تاريخية؟ وهل تستهويك الخيول؟
مدينة الجديدة هي أفضل وجهة بالنسبة لك! إلى جانب تراثها الثقافي الغني جدا، تزخر الجديدة بشواطئ رملية رائعة تمتد على مد البصر وميناءين للصيد يسعدان كثيرا عشاق السمك.
كما تشتهر المدينة برياضة الفروسية، إذ يرجع الفضل في ذلك على وجه الخصوص إلى تنظيمها موسم الخيل سنويا، والذي أكسبها لقب “عاصمة الخيول” داخل المملكة.
تقع مدينة الجديدة على ساحل المحيط الأطلسي، على بعد مئة كيلومتر من مدينة الدار البيضاء، وهي محطة توقف ساحرة. أسّست في القرن السادس عشر من قبل المستكشفين البرتغاليين الذين كانوا في طريقهم إلى الهند. شُيدت كمستعمرة محصنة منفتحة على خليج شاسع، قبل أن تتطور تدريجياً لتصبح مفترق طرق تجاري رئيسي. طرد البرتغاليون من المدينة خلال القرن الثامن عشر وأعيد بناؤها أواسط القرن التاسع عشر ثم أطلق عليها اسم “الجديدة”..
تحافظ المدينة اليوم على ذاكرتها التي تتميز بتعدد الثقافات، حيث تعايشت هناك المجموعات اليهودية والمسلمة والمسيحية على مر قرون من الزمن، بالإضافة إلى ذلك، فهندستها المعمارية وتهيئتها الحضارية تعتبر شاهدا استثنائيا على التأثيرات المتقاطعة بين الثقافة المغربية والأوروبية التي جعلت المدينة تصنف في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي للإنسانية سنة 2004
إذا لم يسبق لك أن قمت بزيارة خزان الجديدة، فعليك الذهاب لاستكشاف هذا الكنز المخفي! بُني هذا الموقع التراثي في بداية القرن السادس عشر في ممر تحت أرضي يقع أسفل صهريج المياه المحصن بالمدينة. وقد تم اكتشافه بالصدفة سنة 1916.
يتكون من ست غرف كبيرة مدعومة بـ25 عمودًا، و كان هذا الفضاء في البداية يستعمل لتخزين الحبوب والسلاح قبل أن يتم تحويله إلى خزان للمياه ليمكن السكان البرتغاليون من الحصول على مياه الشرب خلال الحصار الذي ضرب المدينة عام 1769. اليوم أصبح مفتوحا في وجه العموم، حيث يوفر ظروف الاستمتاع باستراحة ممتعة ساحرة أثناء زيارة القلعة القديمة: يضفي البئر المضيء والمخازن الحجرية بانعكاساتها وسط الماء على المكان سحرا وجمالا مثاليا كما يوفر الظروف السينمائية المناسبة التي استغلها العديد من المخرجين كل على طريقته الخاصة.
عشاق الأسماك، الجديدة هي مدينتكم! تتوفر الجديدة على ميناء صيد رئيسي بالمغرب، هناك يمكنك تذوق العديد من الأسماك الطازجة مثل ذيب البحر، القاروس، سمك أبو سيف وبالطبع سمك السردين، حيث تقدم كل هذه الأنواع إما مقلية أو مشوية أو في الطاجين مرفقة مع الخضر.
تشتهر منطقة دكالة بمنتجاتها المحلية ذات الجودة العالية التي بلغت شهرتها جميع أنحاء المملكة مثل تين (كرموس) أولاد فريج الذي يصل حجم إنتاجه السنوي حوالي 2000 طن.
بدوره يعتبر عنب دكالة الأرجواني الحاصل على العلامة الكاملة من الفواكه التي تشتهر بها منطقة الجديدة، ويمثل حجم إنتاجه ما يقارب ثلث الإنتاج الوطني من هذه المادة. يمكن الاستمتاع بهذه الفواكه على مدار العام إما مجففة أو معبأة، وأيضا على شكل مربى أو جيلي أو حلوى.
مع مرور الزمن كان لاستقرار عدد من المجتمعات المختلفة في المنطقة بما فيها الجالية اليهودية، تأثير كبير وجلي على تقاليد الطبخ بالجديدة، بذلك صارت أكلة السخينة أو الدفينة اليهودية واحدة من أساسيات فن الطهي المحلي. يتم تناول هذا الطبق التقليدي في وجبة الغداء ليوم السبت، ويتكون من لحم البقر، البطاطس، الحمص، البيض والقمح، والتي تطبخ لمدة تمتد لساعات.
تشتهر مدينة الجديدة بكونها “عاصمة الخيول” وتستضيف في كل عام معرض الفرس في واحدة من أهم الضيعات الخاصة بالخيول في المملكة التي تم إنشاؤها سنة 1913 من طرف الماريشال ليوطي. يتعلق الأمر بالحرس الوطني للجديدة التي تم إعادة بنائه وتحديثه سنة 2013.
يقع معرض الفرس عند مدخل المدينة قبالة المحيط الأطلسي غير بعيد عن مكان مضمار السباق للا مليكة. يغطي المعرض مساحة 5 هكتارات ويتكون من 6 إسطبلات، مركز للتربية، السروج، الحدادة، محجران ومركز للفروسية. هذا الأخير متخصص في خيول السباق والتبوريدة (فنتازيا) ويضم حاليا 72 فحلًا من جميع أنواع السلالات موجهة للتربية وإعادة الإنتاج.
يرحب بك نادي الفروسية الملكي الذي يوجد داخل الحرس على مدار السنة لأجل دروس في ركوب الخيل، جولات ركوب الخيل على الشاطئ، المشي لمسافات طويلة في المنطقة ودورات تدريب تمهيدية في هذا المجال.
إذا كان هناك مكان مناسب لالتقاط أجمل الصور في مدينة الجديدة فهو بلا شك ميناء الصيد.
يحتوي الميناء على العديد من القوارب ذات ألوان زاهية مركونة واحدة بجانب أخرى، فيما تحلق فوقها وحول المكان طيور النورس التي تبحث عن سمك السردين.
هناك، يمكنك التقاط صور ولقطات أصيلة جديدية مئة في المئة. لإضفاء جمالية على الصورة، يمكنك اختيار قلعة المدينة البرتغالية خلفية لصورتك.