على بعد خمسون كيلومترا من الراشدية، وبالضبط على الطريق الوطنية الرابطة بين تنغير والريصاني، تقع مدينة تنجداد الصغيرة. تضم هذه البلدة كنزا طبيعيا تعجز الكلمات عن وصفه، يتمثل في عيون لالة ميمونة ومتحفها المائي. يعتبر هذا الأخير امتدادا لتسعة متاحف مواضيعية صغيرة رأت النور بعد ثلاثين سنة من الأبحاث قام بها أحد الفنانين التشكيليين والخطاطين المغاربة. تقع المتاحف التسعة ضمن سياج ضخم بني حول العين بما فيها منابعها الأربعة. هذا ويلقي المتحف بظلاله على حوض كبير تملؤه مياه حارة تتدفق من الينبوع.
تجدر الإشارة إلى أن المتحف يضم عددا كبيرا من البرطمانات والأواني، كما يحتوي على عدد من الأروقة الخاصة والتي تمكن الزوار من التعرف والاطلاع على نمط حياة وعيش سكان المنطقة في القدم، من خلال عرض مجموعة من الجلابيب والسلاهم الأصيلة التي أنجزت باستخدام النول من طرف القبائل الأمازيغية بهذه المنطقة، إلى جانب عرض عدد من الكتب والمخطوطات القديمة جدا.
إذا كنت من محبي الفن، فلا تتردد في زيارة معرض الفنان زيد عبو (مؤسس المتحف) الذي يتواجد في الجهة اليمنى للطريق المؤدية إلى تنجداد. يعرض هذا الرواق تشكيلة متنوعة من المجوهرات، المخطوطات، الكتب الخطية والفخاريات: من شأنها أن تقربك أكثر من فنون وثقافة هذه المنطقة.
تقع المنطقة على بعد بضع كيلومترات قليلة من تنجداد وذلك بواسطة السيارة سيرا في الطريق التي تؤدي في اتجاه تنغير.